الرجل الأسطورة الذي كاد أن يطيح بالمملكة المسيحية الأرثوذكسية في الحبشة، ويحوِّل إثيوبيا إلى مملكة إسلامية
رجل اشتهر بالشجاعة والقتال والفتوحات والعدل والسخاء، نشر الإسلام في القرن الإفريقي، وأوسع رقعة المسلمين في عمق إثيوبيا، ومكَّن للصوماليين أن ينتشروا غربا داخل الهضبة الإثيوبية، وجنوبا داخل القوميات الوثينية.
ولد الإمام والبطل المجاهد أحمد ابن إبراهيم الغازي )أحمد غري( عام 1503م في غرب إفريقيا
وكان أحمد بن إبراهيم أحد قادة سلطنة عدل في منطقة القرن الإفريقي عندما حقق نصرا في معركة أديس كبوت عام 1527م/933هـ والذي جعل بنو جلدته وحلفاؤه الصوماليون يلتفوا حوله لما أظهره من شجاعة وكرم وحنكة عسكرية
عمل أحمد بن إبراهيم علي القضاء علي الفرقة والإختلاف بين الإمارات المختلفة للتفرغ لمحاربة الغزاة البرتغاليين وحلفائهم في إثيوبيا
تزوج أحمد من ابنة الشهيد أمير محفوظ سلطان هرر، وبذلك ضمن عرش هرر وولاء الطبقة العسكرية الصومالية
وقام بإنقلاب عسكري أزاح فيه الأمير أبي بكر محمد وهو من أسرة عربية ، وأقام بدله أمير من الأسرة نفسها والذي كان كالدمية في يديه ، واكتفى أحمد بلقب (الإمام) مؤكدا قيادته الدينية والعسكرية والاجتماعية، غير أنه كان الأمير الفعلي.
استمرت غزوات الإمام أحمد خمسة عشر عاما، وتمكن من هزيمة ملك الحبشة في معركة شمبرا كورة عام 1535م/942هـ، وبعد ست سنوات سيطر على الجزء الأكبر من مملكة الحبشة وقاد مسلمي غرب إفريقيا في صد هجمات البرتغاليين المتكررة
بعد هزيمة الأحباش وجه ملك الحبشة نجدة إلى البرتغاليين الذين كانوا يبحثون عن النفوذ في مرافئ شرق إفريقيا بعد وصولهم إلى الهند واكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح
أرسلت البرتغال إلى الأحباش دعما عسكريا كبيرة بقيادة "كريستوفر دي غاما" ابن "فاسكو دي جاما" وكانوا مزودين بالمدفعية والبنادق وأسلحة متطورة
وتمكن البرتغاليون في بادئ الأمر بالانتصار إلا أن الأخبار وصلت إلي دولة الخلافة العثمانية والتي أرسلت بدورها 900 جندي للإمام أحمد بن إبراهيم , وانضم لهم ألفي مجاهد في الطريق من الجزيرة العربية
فعاد الإمام أحمد فغلبهم وتمكن من أسر قائدهم "كريستوفر دي غاما" في أحدى الهجمات علي المعسكر الصليبي وعرض عليه الإسلام فرفض فأرسله إلي جهنم
وحقق الإمام بعدها إنتصارات واسعة, وفي معركة زنطرا في 17 من ذي العقدة 949هـ، 1543م نال الإمام المجاهد أحمد بن إبراهيم الشهادة بطلقة رصاص صليبية، فدب الذعر في صفوف جيشه، وتفرقوا منسحبين من المعركة
وبذلك انتهى كفاح هذا الإمام المجاهد تقبله الله وكان عمره 37 عاما فقط, ليحمل الراية من بعده إبن أخته البطل المجاهد صاحب الفتح الثاني نور بن مجاهد
(يتبع بعد قليل إن شاء الله)
بعض المصادر:
فتوح الحبشة - شهاب الدين بن عبدالقادر
نيل الآمال في تراجم أعلام الصومال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق