نور بن مجاهد

بعد إستشهاد الإمام البطل أحمد غري , لم تكتمل فرحة مملكة الحبشة النصرانية وحلفاؤها البرتغاليين , حيث التف المسلمون حول أبن اخت الإمام "أحمد غري" الإمام "نور بن مجاهد" وبايعوه إمامًا لهم فى عام (1552م), وتزوج من أرملة المجاهد أحمد غري, وبدأ في توطيد سلطانه في غرب إفريقيا، والتحالف مع القبائل

قام الإمام نور بن مجاهد بتحصين مدينة هرر التى كانت منذ عهد الإمام أحمد مركزًا للجهاد الإسلامي ضد مملكة الحبشة الصليبية، وبنى سورها الذى لايزال يحيط بها إلى الآن، وكانت محاولاته فى غزواته الأولى غير موفقة، ولكن سرعان ما تغير الموقف عندما أصبحت مملكة الحبشة مهددة بزحف قبائل الجالا جنوبًا ومن الشمال بواسطة دولة الخلافة العثمانية.

في 1554م إنتهز الإمام نور الفرصة وتقدم بجيش المجاهدين غربا في السهول الشرقية الإثيوبية, وبدأ نور جهاده فهاجم سهول بالِه في شرق الحبشة ثم هاديه، وفي سنة 966هـ هاجم فاتاجار والتي إلتقى فيها بجيش إمبراطور الحبشة جلاديوس, الذي قتل خاله الإمام أحمد غري, ودارت بينهما معركة طاحنة, كتب الله فيها النصر لأولياءه والذل والخذلان على أعدائه وتمكن الأمير نور من سحق جيش إمبراطورية الحبشة وحلفائهم البرتغاليين بل وتمكن من قتل .الإمبراطور "جلاديوس" نفسه

وإستمر الأمير نور مجاهدا في أرض الحبشة ضد الصليبيين مدة 12 عاما ، حتى وصل إلى منطقة تسمى "جيبي" وهناك رفع الإمام يده آمرا قواته بالتوقف قائلا لهم “كفى!” وعاد أدراجه إلى هرر. وسميت هذه المدينة منذ ساعتها بمدينة "كفى" لأجل ذلك. 

واستقبله المسلمين إستقبال الفاتحين وسمى "صاحب الفتح الثاني"

أثناء غياب الأمير نور، شهدت هرر الصراعات الداخلية على السلطة، وتعرضت لهجمات من قبائل الأورومو من الجنوب. 

في عام 1567 تجددت غارات قبائل الأورومو على المدينة, لكنهم لم يكونوا يدركوا بعودة الأمير والجيش والذي خرج في غزو مباركة على ارضهم كاسرا شوكتهم مبددا لشملهم
وفي طريق العودة وافته المنية( رحمه الله) ودُفن فى هرر.

بعض المصادر:
الموسوعة الإفريقية
فتوح الحبشة - شهاب الدين بن عبدالقادر