نجيب بني أمية الخليفة ( عمر بن عبد العزيز )
هو تابعي جليل من التابعين، لقب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خلافته سير الخلفاء الراشدين. تولى الخلافة بعد سليمان بن عبدالملك. قال عنه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله: «أما علمت أن لكل قوم نجيبا، وأن نجيب بني أمية عمر بن عبدالعزيز، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده».
طلبه للعلم
...............
طلب عمر بن عبدالعزيز العلم صغيرا، وصار يجالس كبار الفقهاء والعلماء، وتولى إمارة المدينة المنورة فترة من عمره.
مبايعته بالخلافة
......................
بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبدالملك وهو لها كاره، فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلى المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له.. ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: «أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم» ثم نزل من المنبر.
ما دار بينه وبين ابنه بعد توليه الخلافة
..................................................
اتجه عمر إلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبدالملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عاما، وقال: «ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟». فرد عمر: «أي بني أريد أن أغفو قليلا، فلم تبق في جسدي طاقة». قال عبدالملك: «أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟»، فقال عمر: «أي بني إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله». فقال عبدالملك: «ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟!»، فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: «الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني». ثم قال: وأمر أن ينادى في الناس: «ألا من كانت له مظلمة فليرفعها». وأخذ عمر رحمه الله يرد المظالم إلى أهلها.
عدله
.......
كان عمر ـ رحمه الله ـ قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: «إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟»، فقالوا: «يا أمير المؤمنين، إن ذلك أمرا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها»، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبدالملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها.
وفاته
.......
استمرت خلافته فترة قصيرة جدا، فلم ينلِ الخلافة سوى عامين ونصف العام ثم حضره أجله ولاقى ربه عادلا في الرعية قائما فيها بأمر الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق